ventana عضو نشط
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 30/11/2012 العمر : 29 الموقع : www.window.01.ma
| موضوع: مبدأ الإستخلاف في المال في التصور الإسلامي السبت ديسمبر 01, 2012 5:55 pm | |
| مبدأ الإستخلاف في المال في التصور الإسلامي أولا : مفهوم الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي - مفهوم الاستخلاف يحدد الغاية من الوجود الإنساني وأدواره الكونية - مبدأ الاستخلاف في المال ينظم علاقة الإنسان بالمال، من خلال تهذيب حب التملك لتحسين استثمار الثروات والخيرات المشتركة بين البشر. 1. الخلافة مهمة الإنسان الوجودية: الاستخلاف في المفهوم الإسلامي يعني : عمارة الأرض وفق المنهج الإلهي وذلك بحصر الإنسان جهده وهمه في الاقتراب من الله تعالى ، وسيلته في ذلك : العمل الدائم والكدح المستديم حتى تبلغ الذات درجة الاكتمال أي ملاقاة الله تعالى : " ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " . سورة الانشقاق / الآية : 6. 2. مبدأ الاستخلاف في المال: يتأسس هذا المبدأ على أن المال مال الله ، وأن الإنسان موكل على التصرف فيه بمقتضى شريعة الله ، ويرسي هذا المبدأ قواعد أساسية لنظرة الإسلام إلى الملكية والحيازة ، والتصرف بالمال والثروة. أ- مفهوم متميز للملكية والحيازة : يرفع الإسلام يد الإنسان ويجرده من التملك الحقيقي للمال ويعتبره وكيلا ومستخلفا ، ويجعل المال الذي في حوزته في حكم الوديعة والعارية. ب- مفهوم التصرف المقيد بمقتضى مبدأ الاستخلاف في المال : يوجب الإسلام الإنسان إخضاع تصرفاته المالية لشرع الله تعالى ، وذلك بالكسب والإنفاق الحلالين. ثانيا : أهمية المال وقيمته في الحياة الإنسانية: يركز الخطاب الشرعي المتعلق بالمال على حقيقتين أساسيتين: · المال قوام الحياة الإنسانية : أ- يعرض الإسلام المال باعتباره عماد الحياة وقوامها الذي به تنتظم شؤونها ، قال الله تعالى : " ولا توتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما". سورة النساء / الآية : 5 ب – يوجه الإسلام الأنظار إلى خطر المال وعلو شأنه فيصفه بأنه زينة الحياة ، لذلك شرع مجموعة من الأحكام الضابطة لوجوه كسبه واستثماره ، والمحققة لحسن تدبيره واستهلاكه، قال الله عز وجل : " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " سورة الكهف / الآية :46 * المال شهوة وفتنة: أ- يقرر الإسلام الميل الغريزي للإنسان للتملك وجمع المال والثروات، وهو ميل قوي قد يحرفه عن سبيل الاستقامة والاعتدال : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب " سورة آل عمران / الآية :14ب – يحذر الإسلام من فتنة المال : " إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم " سورة التغابن / الآية :15 يربط بينه وبين دوافع الطغيان وجب السيطرة والامتلاك الكامنة في الإنسان ، ويؤكد حاجة الإنسان إلى الطاقة الروحية المهذبة لغريزة التملك عنده ليحافظ على توازنه. ثالثا : آثار مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال: تعاني البشرية من المشكلة الاجتماعية ، وهي في بحث حثيث على نظام اجتماعي اقتصادي يصلح حال الإنسانية ، ويحقق التوازن العادل بين أفرادها دون إهدار طاقتهم وإمكانتهم في صراعات حول تلك الحاجات ، وذلك لتحقيق الغاية الكبرى من خلق الإنسان. ويعتبر مبدأ الاستخلاف في المال حلا للمشكلة الاجتماعية ، لأنه يقوم على التوفيق بين الدوافع الذاتية والمصالح الاجتماعية . ومبدأ الاستخلاف في المال بمنظومته التشريعية المتكاملة: - يرشد التصرف في الثروة وفق المنهج الإلهي القائم على أساس الكفاية والتوزيع للثروات فيجعل الملكية الفردية في خدمة المجتمع ، ويجعل التكافل الاجتماعي واجبا شرعيا كفائيا على كل من الفرد والمجتمع، فيؤدي هذا على : - اختفاء التفاوت الطبقي- إحلال الاستقرار والسلام الاجتماعيين – ترشيد علاقة الإنسان بالمال والثروة من خلال عدم طغيان النزعة العدوانية الجشعة للاستئثار بالمال واحتكارها وحرمان الآخرين منها. رابعا: كيف يهذب الإسلام غريزة التملك الإسلام يهذب غريزة حب التملك، ويطورها ، ويوسع آفاقها، ويوظفها في خدمة الإنسان والمجتمع، ويحولها من وسيلة لتحقيق اللذة والمنفعة على حساب الآخرين، إلى أداة لتحقيق اللذة والمنفعة في خدمة الآخرين وفي طريق مرضاة الله ، والفوز بالآخرة.
· منهج الإسلام في تهذيب غريزة التملك : يحقق الإسلام هذا التهذيب عن طريق : أ-ربط دوافع السلوك البشري بعلة سامية متمثلة في الله تعالى والحياة الأخرى ، وبمنظومة تشريعية متكاملة تضمن تحقيق التوازن في شخصية الفرد ، وتحرره من الانصياع لفتنة المال. ب-تنبيه الإنسان إلى ضرورة الكدح ، ومواجهة ميول النفس البشرية في الانشداد إلى الأرض ، أو الافتنان بزينتها الزائلة، ومقاومة نزعات التملك والتسلط والهيمنة. وهذا المنهج لا يحرر الإنسان من سطوة المال وطغيانه فحسب ، بل يؤسس لمفهوم جديد للامتلاك يقوم الزهد بمعناه الإيجابي، لا بمفهومه السلبي الهروبي من التزامات الحياة ، الأمر الذي يقود الإنسان إلى الإحساس بأنه ما دام يمتلك كفايته من الطعام والسكن والأمن، فهو مؤهل للإحساس بامتلاك جميع الطيبات في هذه الدنيا.
| |
|