r=red]
السلام عليكم
يقول الله تبارك وتعالى : { وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } (التغابن: ١١)
وهداية القلب أساس كل هداية ومبدأ كل توفيق وأصل كل عمر ورأس كل فعل. صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
[ ألا إن في الجسدِ مضغةً إذا صلَحتْ صلَحَ لها سائرُ الجسدِ وإذا فسدتْ فسد لها سائرُ الجسدِ ألا وهي القلبُ ] الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 13/40خلاصة حكم المحدث: صحيح .. فصلاح قلبك سعادتك في الدنيا والآخرة ، وفساده هلاك محقق لا يعلم مداه إلا الله عز وجل. يقول الله عز وجل : { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } (ق: ٣٧) ولكل مخلوق قلب . ولكنهما قلبان ، قلب حي نابض بالنور مشرق بالإيمان ممتليء باليقين عامر بالتقوى ، وقلب ميت مندثر سقيم فيه كل خراب ودمار. يقول سبحانه وتعالى عن قلوب المعرضين اللاهين: { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا } (البقرة: ١٠)ويقول تعالى:
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (محمد: ٢٤) ويقول تعالى:
{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ } (فصلت: ٥)فالقلوب تمرض ويطبع عليها ، وتقفل وتموت.
إن قلوب أعداء الله عز وجل معهم في صدورهم ولكن لهم قلوب لا يفقهون بها ، لذلك كان يقول عليه الصلاة والسلام كما صح عنه: [ اللهم يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ] الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 527خلاصة حكم المحدث: صحيحقلب المؤمن يصوم في رمضان وغيره، وصيام القلب يكون تفريغه من المادة الفاسدة من شركيات مهلكة من إعتقاد باطل ، ومن وساوس سيئة، ومن نوايا خبيثة ، ومن خطرات موحشة قلب المؤمن عامر بحب الله ، يعرف ربه بأسمائه وصفاته ، كما وصف الله سبحانه وتعالى لنفسه ، فهذا القلب يطالع بعين البصيرة سطور الأسماء والصفات ، وصفحات صنع الله في الكائنات ، ودفاتر إبداع الله في المخلوقات.قلب المؤمن فيه نور وهاج لا تبقي معه ظلمة ، نور الرسالة الخالدة ، والتعاليم السماوية ، والتشريع الرباني ، يضاف هذا إلى نور الفطرة التي فطر الله عليها العبد ، فيجتمع نوران عظيمان
قال تعالى: { نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(النور: ٣٥)
قلب المؤمن يزهر كالمصباح ، ويضيء كالشمس ، ويلمع كالفجر ، يزداد قلب المؤمن من سماع الآيات إيمانا ، ومن التفكر يقينا ، ومن الإعتبار هداية.قلب المؤمن يصوم عن الكبر لأنه يفطر القلب ، فلا يسكن الكبر قلب المؤمن لأنه الحرام ، والكبر خيمته ورواقه ، ومنزله في القلب ، فإذا سكن الكبر في القلب أصبح صاحب هذا القلب مريضا سفيها ، وسقيما أحمق ، معتوها لعابا.
عن النبي صلّى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل قال:
[ الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما عذبته بناري ] الراوي: - المحدث: ابن رجب - المصدر: التخويف من النار - الصفحة أو الرقم: 257 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقلب المؤمن يصوم عن العجب ، والعجب تصور الإنسان كمال نفسه ، وأنه افضل من غيره ، وأن عنده من المحاسن ما ليس عند الآخرين ، وهذا هو الهلاك بعينه.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: [ وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ]الراوي: أنس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/66خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
ودواء هذا العجب النظر إلى عيب النفس ، وكثرة التقصير ، وآلاف السيئات والخطايا التي فعلها العبد ، واقترفها ثم نسيها ، وعلمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.وقلب المؤمن يصوم عن الحسد ، لأن الحسد يحبط الأعمال الصالحة ، ويطفيء نور القلب ، ويعطل سيره إلى الله تعالى.يقول صلّى الله عليه وسلم : [ لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تجسسوا ، ولا تحسسوا ، ولا تناجشوا. وكونوا ، عباد الله! إخوانا ] الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2563خلاصة حكم المحدث: صحيح][/center]